يعتبر الجرانيت من أهم مواد البناء والزخرفة، ففقد استخدم الجرانيت للمبانى الضخمة وذلك لتميزه بانضغاطية وقوة ومتانة، فهو يعتبر أكثر الأحجار صلابة، كما أنه ذوتنوع واسع فى الألوان وقد استخدم كثيراً فى عمليات التسقيف واستخدم أيضاً فى بناء واجهات المعابد من الخارج([1]).

كما يعتبر الجرانيت من مواد البناء التى شيد بها العديد من المناطق فى مصر القديمة، وقد وجد من المسرح الرومانى شيدت من الجرانيت.

والجرانيت صخر صلد مقاوم للتآكل صعب التشغيل غير مقاوم للحريق خصوصاً مع الماء يمتاز بحسن المنظر نتيجة كبر حجم بلوراته واللون الغالب فيه هو اللون الوردى بالإضافة إلى الأبيض والأسود. وهو صخر نارى جوفى حمضى فاتح اللون شن الحبيبات ويتكون من المعادن الأساسية الكوارتز، مسلبار يويوثاسى ارنوكلير، بلاجو كليز صورى وقد يوجد معدن الهورنبلند، ولكن بنسبة أقل من المعادن السابقة. وقد يحتوى على معادن إضافية أخرى مثل اباتيت وبركون ماجنتيت خفيف ويتميز الصخر بالنسيج الحبيبى الخشن([2]).

1) أصل الجرانيت :

وعن أصل الجرانيت، فهناك نظريتان لشرح أصل الجرانيت، أما النظرية الأولى فتذكر أن الجرانيت كان نتاج بلورة المجا، وبالتالى يصبح الجرانيت ناتجاً عن دخول المجما ما بين الصخور ثم تبلورها([3]). والنظرية الثانية فترجح أن الجرانيت قد يكون موجود فى مكانه عن طريق تحول ضخم للصخور نتيجة لعوامل التحول المختلفة كوجود الصخر تحت أعماق من الحجر الرملى فينصهر ويتحول إلى مجما ثم يبرد ليكون الجرانيت. هذا وهناك دلائل تؤيد النظريتان وكلاهما جدير بأن يوضح مظاهر مختلفة للجرانيت([4]).

أن نتائج البحث فى أصل الجرانيت قد أسفرت عن إنقسام الجرانيت إلى مجموعتين متمايزتين من الجرانيت تبعاً لأصل المجما التى تكون منها الصخر، فهناك نوع ناتج عن إذابة جزئية لترسيبات الصخور المكونة فى عملية يطلق عليها Anatexis، أو ما يطلق عليها Ultrametamorphism، وهذا النوع من الجرانيت يطلق عليه S-Types. والمجموع الثانية من الجرانيت هى I-Types، وهو صخرر مستمد من النواتج البركانية والتى لم تصل إلى السطح ولم تتعرض لعمليات التجوية أو كناتج بلورة بقايا المجما.

ونظراً للتطور الهائل فى مجالات العلوم المختلفة، فإنه يمكن الأن التمييز بين المجموعتين وبشكل بسيط جداً، وهناك عدة طرق متبعة فى ذلك منها الطريقة الجيوكيميائية والطريقة البتوجرافية وطرق أخرى .([5])

هذا وتقل مقاومة الجرانيت للكهرباء Electrical Resistivity بزيادة درجة الحرارة، كما أنها تقل بسرعة بزيادة درجات الحرارة. ويتميز الجرانيت بمنطقتى توصيل المنطقة الأولى (Rt- 450 K) والمنطقة الثانية (450- 1000 K)([6]).

أما عن كثافة الجرانيت فتساوى 2.75جم/سم3 وذات معدل 1.74-2.8 ([7]).

2) التركيب الكيميائى للجرانيت :

ويتكون الجرانيت من ارثوكليز وبلاجيو كليز فلسبار، كما يدخل فى تركيبه أيضاً الكوارتز والهرنبلند والبيوتيت والمسكوفيت ومعادن ثانوية أخرى كالمجناتيت والعقيق الأحخر والزير كون والابتيت، ونادراً ما يوجد البيروكسين.

عادة يحتوى الجرانيت على نسبة قليلة من البلاجيوكليز وفى غيابه يصبح الجرانيت من النوع القلوى وعند زيادة نسبة البلاجيوكليز فلسبار يتحول الجرانيت إلى جرانوديوريت وتكوين الجرانيت أساساً يعتمد على نسبة متساوية من الارثوكليز والبلاجيوكليز إلى جانب الكوراتز ويضم الجرانيت المسكوفيت والبيوتيت أيضاً([8]).

وعن التركيب الكيميائى للجرانيت فهو كمال يلى :([9])

Silica (sio2) 70-77%

Alumina (A1203) 11-14%

Potassium Oxide (p205) 3-5%

Soda (Na20) 3-5%

Lime 1%

Iron (Fe203) 1-2%

Magnesia (Mg0) 1-3%

Titina 5-1%

Water (H20) Less than 1% (38%)

أهم المعادن الداخلة فى تكوين الجرانيت :

1) الفلسبارات :

هو عبارة عن الومينوسليكات غير متادرتة تحتوى على كميات مختلفة من البوتاسيوم الصوديوم والكالسيوم أو البادربوم وتختلف الفلسبارات فى تركيبها حسب نوع القواعد ونسبها وعموماً يمكن تقسيمها إلى :

2) الارثوكليز : Arthoclase

وهو عبارة عن فلسبار بوتاسى تركيبه (Alsi3)08 ولونه وردى أو أحمر خفيف وهو يخمل معادن الارثوكلاز والميكروكلين والساندين والاديولايا.

3) البلاجوكليز :

وهى تمثل سلسلة من المعادن المتشابهة فى بناءها البلورى وتتدرج فى تركيبها الكيميائى بين الالبيت Na2(Al2si2)08 وهو بلاجوكليز صورى وهو كالس داكن اللون ولا يوجد فى صورة نقية.

4) الهوربتلند :

وهو من أكثر معادن الامينيول (الومينوسيلكات ماغنسيوم وحديث) انتشارا بالصخور النارية مثل البنس والشست وكثافته 3.4جم/سم3 أخضر داكن أو بنى داكن.

5) الميكا : Micaes

وهى تنقسم إلى :

1- ميكا سوداء K(Si3Al) Mgf 3010 (oh)2 (0h)

2- ميكا بيضاء K(si3Al) Al2010 (oh) ([10])

تعريف الجرانيت :

هو صخر جوفى من مجموعة الصخور المتداخلة الرئيسية ومن أكثر أنواع الصخور الجوفية إنتشاراً.

1) التركيب المعدنى :

يتكون من معدنى الكوارتز والفلسبار بنوعيه (الأرثوكليز) و (البلاجوكليز) ويمكن تمييز هذه المعادن بسهولة، فالفلسبار البوتاسى لونه وردى أو أحمر خفيف، أما البلاجوكليز فلونه أبيض به خطوط رفيعة ومتوازية ناتجة عن وجود القوائم عديدة التراكيب، أما الكوارتز فيمكن تمييزه بأنه لايوجد به أى إنفصام وله بريق زجاجى.

ويحتوى الجرانيت بالإضافة إلى هذه المعادن على كمية بسيطة حوالى 10% من الميكا. أما الميكا ممثلة بمعدن البيوتيت وبعض المسكوفيت، وهناك بعض المعادن الإضافية القليلة مثل ( سفين – الأباتيت – الماجنتيت).

وهذه المعادن صعب رؤيتها بالعين المجردة، ولكن يمكن تمييزها فى المقطع الرقيق بواسطة الميكروسكوب المستقطب ([11]).

2) التركيب الكيميائى للجرانيت :

الجرانيت صخر حامضى يحتوى على :

1- ثانى أكسيد سليكون
Sio2
بنسبة 70.2%

2- أكسيد الألومنيوم
Al203
بنسبة 1.45%

3- أكسيد ماغنسيوم
Mgo
بنسبة 0.9%

4- أكسيد كالسيوم
Cao
بنسبة 2%

5- أكسيد بوتاسيوم
K20
بنسبة 4.1%

6- أكسيد حديديك
Fe203
بنسبة 1.6%

3) اللون :

يختلف لون الجرانيت بإختلاف لون الفلسبار والأرثوكليز والبلاجوكليز الداخل فى تكوينه، إلا أنه عادة فاتح اللون وقد يكون لونه أحمر وردى أو رمادى ([12]).

4) النسيج :([13])

يطلق لفظ النسيج على الحجم النسبى لبلورات المعادن المكونة للصخر وشكلها وطريقة ترتيبها، ويتوقف النسيج على السرعة التى بردت بها المجما.

وبما أن الصخر الجرانيت صخر نارى حامضى يتكون فى جوف الأرض بعيداً عن السطح لابد أنه برد ببطء شديد يسمح بنمو البلورات وكبر حجمها أثناء تجمد المجا، وينتج عن ذلك أن يتكون الصخر المتبلور فى مناطق بعيدة عن السطح فتكون (نسيج خشن التحبب ) يمكن رؤية مكوناته المعدنية وتميزها، ولذلك يعرف الجرانيت بإسم (صخر جوفى خشن التحبب)([14]).

تتفاوت أحجام البلورات فى الجرانيت، فقد تكون كبيرة الحجم فيقال : فى هذه الحالة أنه له جرانيت خشن التحبب، أما إذا كانت بلورات صغيرة الحجم فيقال : أنه ناعم ودقيق التحبب(([15].

الكثافة النوعية المتوسطة لصخر الجرانيت : 2.67

5) شكل وجود الجرانيت فى الطبيعة :

بعد أن تتصلب الصخور الجوفية على أعماق كبيرة فى جوف الأرض تحت عوامل من الضغط والحرارة جعلت التبريد ببطء، وبذلك تمكنت المعادن المكونة للصخر من التبلور مثل (الجرانيت) فى هيئة كتل ضخمة جداً تبلغ مئات الكيلومترات المربعة فى المساحة وتتسع قاعدتها كلما تعمقنا إلى أسفل وتعرف الصخور الجوفية هذه بإسم (باثوليت) وتتكون فى صخور الجرانيئت ([16]).

ولبلوكات الجرانيت أهمية كبيرة فى الأعمال الإنشائية لما يمتاز به هذا النوع من الصخور من صلابة وقسوة وتحمل للضغوط، وعلى هذا فهو يستعمل لحماية أسطح المنشآت المعرضة لفعل العوامل الجوية أو لقوى الإحتكاك المختلفة، كما أنه يمكن إستعمال كسره فى الخلطات الخرسانية.([17]) أيضاً يتدرج هذا الصخر إلف بإسم (جرانو ديوريت) يحتوى على غالبية من البلادجوكليز بدلاً من الأرثوكليز فى الجرانيت، أى أن الجرانو ديورت يتكون من البلاجوكلينز والكوراتز وقليل (5%) من الأرثوكليز، ونلاحظ غالباً إزدياد نسبة المعادن القائمة (حديد ومعادن اخرى ) كلما زادت نسبة البلاجوكلينز ينتج عن ذلك أن صبح الجرانور ديورت أغمق لوناً من صخر الجرانيت([18])، ولكل مثل هذه الفوارق يصعب عادة تمييزها بين الصخر ين فى العينة([19]).

استخدام الجرانيت عبر العصور :

استخدم الجرانيت فى البناء فى أوائل عصر الأسرات وكان يستعمل غالباً فى تبطين الغرف والممرات وإطارات الأبواب فى الأبنية المصرية القديمة.

1) فى عهد الأسرة الرابعة :

v استخدم الجرانيت فى داخل أهرام الجيزة الكبرى الثلاث وفى تغشية جزء من الطبقة السفلى لهرم خفرع.

v استخدم فى كسوة الجزء الأكبر من هرام منكاورع ولا يزال جانب عظيم من الكسوة فى موضعه، واستخدم الجرانيت أيضاً داخل المعبدين الجنائزى لهرمى خفرع ومنكاورع، وفى بناء معبد الوادى لهرم خفرع.

2) استعمال الجرانيت عبر العصور التالية :ويتمثل فى بعض إطارات الأبواب الموجودة فى كثير من معابد الوجه القبلى.

3) الجرانيت الوردى ذو الحبيبات الخشنة : والذى يوجد بأسوان هو النوع الذى استعمل قديماً فى جميع الأغراض واستخدم

4) الجرانيت الأشهب القاتم جداً بقدر صغير فى مقبرة الأسرة الأولى. أستخدم الجرانيت الأشهب القاتم أيضاً مثل الجرانيت الأحمر فى إطارات الأبواب وفى بعض معابد الوجه القبلى وفى نصب سيتى الأول بأبيدوس. استخدم الجرانيت أيضاً فى صنع بعض الأعمدة فى قصر التيه لابيرانت.

5- من الأمثلة المعمارية التي تميزت باستخدام الجرانيت خلال العصر المملوكي: مسجد الطنبغا المارودي : وهو أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون . في المسجد عام (1337 ميلادية) أقيمت به عقود الإيوان الشرقي عمد من الجرانيت. وفوق المحراب قبه حملت على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر لها تيجان مصرية.

6- كان استخراج الجرانيت من أسوان ومن الفواخير أهم ما انفرد به الرومان من تجير، فقد كان استخراج جرانيت"موتر كلودبانوس" . يطلق هذا الاسم علىمحاجر الجرانيت التى استغلها الرومان وتقع فى شمال الصحراء الشرقية عند التقاء وادى فطيرى بوادى ديجال وقد زار هذة المحاجر عدد من المستكشفين وسوف نقتصر على وصف هيوم وموارى . ففي هذه المحاجر تتناثر أعمدة تكاد تكون تامة النحت إلا من بعض الأجزاء التي تربطها بواجهات المحاجر وفي الوديان توجد أعمدة ملقاه ، ففي أحد الوديان توجد ثلاثة أعمدة طولها 5، 7، 10 أمتار على التوالي. وملقى على جانب أحد الوديان نقش اقطتع وتحت من هذا الجرانيت ولكن لم تنقش جوانبه، وأبعاده هي 5.75 x 3 x 1.75 . وتقع واجهات المحاجر شمال مجموعة الأطلال السكنية.

7- تدل المخلفات التي عثر عليها أوائل المشتغلين بتعدين الذهب في مصر بأن الطواحين الدائرية التي استخدمت بأن قطرها 18 – 22 بوصة وتكون عادة من الجرانيت.

8- المسلات: كان الملك نختبنو الثاني آخر ملوك الأسرة الثلاثين هو آخر ملك مصري أمام المسلات. وقد أقام ثلاث مسلات أحدهما من الجرانيت.

9- المسلات الغتربة في باريس: يزيد ميدان الكونكورد في باريس مسلة مصرية من الجرانيت ارتفاعها 22.55 متراً ، ووزنها 227 طناً وهي إحدى مسلات رمسيس الثاني وقد سمح محمد على بنقلها عام 1833 م .

10- المسلات في أواخر الأسرة التاسعة عشرة وخلال الأسرة العشرين أقام مرنيتاج "منفتاح" مسلة من الجرانيت متكسرة وعثر على بقاياها في بلدة قها ، وأغلب الظن أنها جلبت خلال العصور الوسطى.

11- مسلة سيزويتريس: من أهم المسلات التي اقيمت خلال الدولة الوسطى وهي توجد حالياً قائمة في مكانها بالمطرية، وتعتبر الوحيدة الباقية سليمة في مكانها بينما دمرت أو نقلت المسلات الأخرى.

12- هرما امنحعت الثالث : كل ما تبقى هو النعش المصنوع من الجرانيت ، وكتلة أخرى من الجرانيت هرمية الشكل كانت تعلو قمة الهرم.

13- هرم سنوسرت الثاني : كان النعش من الجرانيت الأحمر( [20]).

14- هرم ميرنيرع : يقع إلى الجنوب الغربي غير بعيد من هرم ديدميكارع ايسيس. وفي نقوشات في مقبرة لأحد أتباع ذلك الملك ، واسمه "وني" ويذكر أنه أوفى لإحضار كتلة من الجرانيت الأسود من محجر في " ابهيت" بالقرب من أسوان لعمل نقش الملك.
أشهر محاجر الجرانيت :

إن الجرانيت موزع في مصر على أماكن متباعدة ويوجد بوفرة في أسوان وفي الصحراء الشرقية وسيناء وبقدر صغير في الصحراء الغربية.

توجد أهم محاجر الجرانيت القديمة بأسوان في موضعين أحدهما في جنوب المدينة على بعد نحو كيلو متر منها والآخر في شرق الجندل الذي تقوم عليه هناك محاجر أخرى أصغر للجرانيت في جزيرتي الفانتين وسهيل ومواضع أخرى، وقد أشارت النصوص المصرية القديمة في عهد الأسرة السادسة إلى محاجر الجرانيت في أسوان والفانتين، كما أشارت إلى محجر في أبهت لم يتعرف عليه([21]).

(^[1]) wwww.europeantile.net/egypt_1.sa

(^[2] ) جمال محجوب: السيد البنا، مذكرات غير منشورة فى صيانة وترميم الآثار الحجرية، 2000م.

(^[3]) www.valdosta,deu/grissino/geog113/lecture4.htm.

(^[4]) www.athro.com/earth_sience/rocks/granite.html.

(^[5]) Rob Kaned, Distinguishing Between S- and I-Type Granites, Minserv (Mineral Services), 2001.

(^[6]) M.S. Mostafa, N. Afify, A.Gber, Elictrical resistivity of som basslt & granite samples from Egypt, Assiut university, 2003, P.25.

(^[7]) www.graniteland.com/stone/info/granite/php.

(^[8] ) جمال عبد المجيد: المرجع سابق، صــ25 : 27.

([9] ) جمال عبد المجيد محجوب: مرجع سابق، صــ27.

(^[10] ) نور الديين زكى محمد: جيولوجيا المحاجر، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1994، صــ45.